بعض من مفاهيم القلق
ا. المعجم الوسيط: أوضح المعنى اللغوي لكلمة (القلق) فهي تعني قلق الشيء قلقاً أي حركه فلم يستقر في مكان واحد
ب٠ معجم علم النفس: يعرف القلق على أنه شعور عام بالفزع والخوف من شر مرتقب وكارثة توشك أن تحدث
مفهوم اضطراب القلق العام
اضطراب القلق العام هو اضطراب قلق يتميز بأنه مفرط، ولا يمكن السيطرة عليه وغالبا يكون غير عقلاني، ويكون بسبب توقعات يومية حول الأحداث والأنشطة. غالباً ما يتدخل هذا القلق المفرط مع الأداء اليومي.
احصائيات حديثة لمعدل انتشار المرض
- اضطراب القلق العام يعد اكثر الاضطرابات العقلية شيوعا في الولايات المتحدة، حيث يؤثر على 18,1% من تعداد السكان كل عام٠ وعلى الرغم من ان اضطرابات القلق تعالج بفاعلية كبيرة الا ان 36,9% فقط من الذين يعانون هم الذين يحصلون على العلاج
- تعد السيدات عرضة للاصابة باضطراب القلق العام مرتان اكثر من الرجال
- يعتبر معدل التعافي حوالي 57% بالعلاج النفسي طبقا لعلم الامراض النفسيه حاليا
- اثبتت أحدى الدراسات ان اضطراب القلق العام يؤثر على 3,7% من تعداد السكان عالميا بناء على دراسة استقصائية تضمنت 150000 بالغا حوال ٢٦ دولة٠
- دراسة اخرى تدمج بين احصائيات ٨٧ دراسة حول ٤٤ دولة لتحديد معدلات القلق العالمية، وجدوا ان 7.3٪ من تعداد سكان العالم متأثرين باضطراب القلق، وقد كانت المعدلات اقل في الدول الافريقية 5،3٪ مقارنة بالدول الاوروبية والامريكية التي وصلت الى 10,4%
أسباب اضطراب القلق العام
- تعد التربية أو التنشئة الاجتماعية الخاطئة للفرد خاصة في المجتمعات التي يسودها التحفظ أو الالتزام القيمي، او التي يطغى عليها التسلط الأبوي، فينشأ الفرد فيها وهو مراقب على كل حركاته وتصرفانه بحجة الخوف من كلام الآخرين ومن المجتمع، ودائما يتم تذكيره ،احذر أن يراك الناس، او ماذا يقول الناس عنك، او ما هو موقفي امام الاصدقاء ، او ماذا اقول لأصحابي والجيران عن تصرفاتك، هذه العملية تشعرالفرد دائما بالخوف الغير مبرر من الوقوع بالخطأ، علما ان الانسان في تعامله مع متغيرات الحياة اليومية يشعر بشدة الضغوط من المجتمع والاسرة، مما يفقده التركيز احيانا، ويكون معرضا لارتكاب اخطاء ، فلا يتصرف بكامل الحرية ولا تكون له الإرادة المطلقة في هذا التصرف، لأنه يشعر بانه يجب ان يبقى يراقب أعين المجتمع باستمرار وهكذا يتكون لديه دائما القلق الاجتماعي.
- و من أهم العناصر التي يهملها الآباء أثناء عملية التربية والتنشئة الاجتماعية هي العمل على زرع الثقة في نفوس أبنائهم، غير أن بعض الآباء والأمهات يسخرون من أولادهم وينكرونهم بأخطائهم باستمرار ، ويتحدثون معهم بألفاظ غير صحيحة، دون مراعاة لمشاعر الابناء خاصة في فترة الطفولة او المراهقة، وينشأ عن هذا نوع من الخجل المبالغ فيه خاصة أمام الناس بمعنى أن الفرد يصبح ينظر إلى نفسه نظرة دونية وقد يؤدي ذلك الى حبه للعزلة والانطواء على النفس و قد يدخل في صراع مع نفسه لا يدري له أي مبرر، وقد تتحول هذه الحالة الى عزلة الفرد اجتماعيا، واحتمال ان تتحول الى حالة مرضية.
- وبالإضافة الى ما سبق يمكن تشخيص اسباب اخرى للقلق منها ما يرتبط بالجانب الاجتماعي، والبعض الآخر يرتبط بالجانب الديني، والثقة بالنفس، ويمكن ايجازها بالآتي:
* فقدان المهارات الاجتماعية..
* النظرة السلبية للذات بما يجعل الفرد ينظر لنفسه نظرة دون مستوى الآخرين.
* النظر السلبية إلى الناس والخوف من الوقوع في الخطأ.
* محدودية العلاقات الاجتماعية حتى الضرورية منها مع الآخرين.
* الإحباط والفشل المستمر يؤدي الى مشاعر القلق والغضب
* الأذى أو الضرر الجسدي لبعض الأفراد في مواقف معينة يولد لديهم قلق الإصابة ببعض الأمراض
* الضغوطات الحضارية والثقافية الناجمة عن التغيرات المتسارعة في عصر العولمة
* مشكلات الطفولة والمراهقة وانعكاسها على سلوك الفرد
* قلق الخوف من الشيخوخة
- كما هو الحال مع العديد من حالات الصحة العقلية، من المحتمل أن ينشأ سبب اضطراب القلق العام من تفاعل معقد بين العوامل البيولوجية والبيئية، والتي قد تشمل:
* الاختلافات في كيمياء الدماغ ووظيفته
* علم الوراثة
* الاختلافات في طريقة إدراك التهديدات
* التطور والشخصية
* اضطرابات الصحة العقلية الأخرى
* وجود أقارب بالدم يعانون من اضطراب القلق
* المخدرات أو الكحول
الاعراض
تنقسم اعراض القلق الى اربعة اقسام:
* الأعراض الفسيولوجية
التوتر والارتعاش والتشنج، الوهن العضلي ، الدوار ، تشوش الرؤيا ، الصداع، اضطرابات النوم، والعرق، زيادة ضربات القلب، احمرار الوجه الشعور بالحرارة، برودة الأيدي، جفاف الفم، ضيق الصدر، سرعة التنفس، قصر التنفس، اضطرابات المعدة، الرغبة المتكررة في التبول وصعوبة البلع.
* الاعراض الجسمية
الشعور بالتعب والضعف العام، ونقص الطاقة الحيوية والنشاط وانخفاض القوة البدنية بشكل عام، كما يصاحب ذلك الشعور بألآم عضلية فوق القلب وشعور بآلام في الناحية اليسرى من الصدر وعدم انتظام ضربات القلب وتسارع في ضربات القلب
* الاعراض المعرفية
معظم الذين يعانون من اضطرابات القلق يشعرون بالذهول والارتباك وصعوبة التفكير السليم، وعدم القدرة على تركيز الانتباه على الاهتمامات الحالية، ولذلك يجد الشخص صعوبة وضغط في الحديث مع الأصدقاء أو يشترك في الأنشطة الأسرية كما يعاني من أفكار الهلاك الوشيك التي تؤدي إلى الخوف العام
* الاعراض النفسية و الاجتماعية
الشعور بالخوف وعدم الراحة الداخلية وترقب حدوث الكوارث وما هو اسوء، ويترتب على ذلك تشتت الانتباه ، والأرق وقلة النوم و مشاعر الاكتئاب والشعور بالعجز عند اتخاذ القرارات الحاسمة، أو سرعة اتخاذ قرارات لا تنفذ مع الميل الشديد لنقد الذات و الميل للعزلة والبعد عن التفاعلات الاجتماعية.
- المعايير التشخيصية لاضطراب القلق العام من الدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات النفسية لعام 2013 والمنشور من قبل الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين ينص على التالي:
* الكثير من القلق أو القلق على مدى أكثر من ستة أشهر. هذا القلق موجود في معظم الوقت فيما يتعلق بالعديد من الأنشطة
* عدم القدرة على التحكم في هذه الأعراض
* يحدث على الأقل ثلاثة من الأعراض التالية:
ملاحظة: مطلوب عنصر واحد فقط في الاطفال.
-الأرق
-الإرهاق بسهولة
-مشاكل التركيز
-التهيج
-توتر العضلات
-مشاكل في النوم
-أعراض تؤدي إلى مشاكل في الأداء والوظيفة.
-أعراض ليست بسبب الأدوية والمخدرات وغيرها من مشاكل الصحة الجسدية
-لا تتناسب الأعراض بشكل أفضل مع مشكلة نفسية أخرى مثل اضطراب الهلع
إساءة معاملة مريض اضطراب القلق العام في المجتمع
- كان المجتمع سابقا ينظر للمرض النفسي نظرة سلبية تدفع بالاهل احيانا الى حجر المريض في غرفة معزولة خوفا من وصمة العار، ولكن مع تطور نسبة الوعي تغيرت نظرة المجتمع للمريض النفسي بشكل عام خاصة بعد ان حقق علاج معظم الامراض النفسية نسبة شفاء عالية تصل الى ٩٠% اذا اكتشف المرض مبكرا، وفي حال التزام المريض بالمواعيد المحددة له من قبل الطبيب، والانتظام في استخدام الدواء٠
- كما ان اطباء الصحه النفسية في هيئة الصحة في دبي طالبوا بضرورة التخلص من الافكار التي تربط بين المرض ووصمة العار، مشيرين الى الاهتمام العالمي بالصحة النفسية ٠
كما ان محمد العريني يقول: (يعاني المجتمع العربي من نظرته الخاصة ومفاهيمه عن العلاج النفسي، وهي وليدة تفسير خاطئ وغير منطقي للحقائق، غير ان المجتمعات الراغبة في التطور لابد ان تتخلص من ثقافة الخجل في علاج مثل هذه الامراض وان تقضي على غابات الجهل التي تحول دون التعامل مع الواقع بالموضوعية اللازمة، اذا ما رغبت هذه المحتمعات فعلا في التطور).
- يرفض المجتمع الاعتراف بفكرة وجود مريض يعاني من اضطراب القلق العام، فيعتقد البعض ان مريض اضطراب القلق العام يحب العزلة ولا يحب الاختلاط بالناس فينعزلون هم عنه او يعتقدون انه يعاني من شئ من الضعف في الشخصية
- كما يعتقد اخرون ان مريض الاضطراب العام يمكن علاجه بشئ من التدريب اليومي او تقوية الايمان بالله والتقرب اليه والاستمرار على تأدية الفروض والصلوات اليومية، وانه لا يحتاج الى متابعة جلسات من العلاج مع طبيب نفسي
- إن مريض اضطراب القلق العام بشكل خاص يعاني من شلل من الناحية الاجتماعية، اذ انه يعاني من رهاب اجتماعي حيث انه يتوتر ويرتجف ويفقد القدرة على السيطرة على نفسه في المواقف المهمة وفي حالة وجود عدد كبير من الناس محيطين به، وهذا الرهاب الاجتماعي بجعله يتأثر برأي الناس فيه وبافكارهم ومعتقداتهم الخاطئة الخاصة بالمرض النفسي وهذا ما يجعله لا يلجأ للطبيب النفسي ويخجل من طلب العلاج
كيفية التعامل مع مريض اضطراب القلق العام بطريقة صحيحة
لابد من تعزيز ثقة مريض اضطراب القلق العام بنفسه ومحاولة تقوية شخصيته الاجتماعية وادماجه في المجتمع بشكل جيد عن طريق:
* ازالة شعور الوصم من مريض القلق العام هي الخطوة الاولى لتقبله لمرضه و بدأ العلاج النفسي
* السيطرة على القلق واستخدام تقنيات الاسترخاء:
يهدف هذا العلاج الي تدريب الناس على ارخاء عضلاتها وعلى التنفس ببطء وبعمق وعلى تصفية الذهن من الأفكار المثيرة للقلق.
* علاج بالقبول والالتزام : يهدف إلى زيادة قدرة الشخص على الحفاظ على التزاماته لتغيير سلوكه.
* المقابلات التحفيزية : هي استراتيجية تتمحور حول المريض وتهدف الى زيادة الدوافع الذاتية وتقليل التناقض في التغير بسبب العلاج، يحتوي هذا العلاج على خمسة عناصر أساسية
- معرفة المريض بكونه مضطرب نفسيا مع محاولة تقبل الذات و التعامل مع هذا الاضطراب
- التعبير عن التعاطف
- زيادة التنافر بين السلوكيات غير المرغوبة والقيم غير المتسقة مع تلك السلوكيات
- التحرك بمقاومة بدلا من المواجهة المباشرة
- التشجيع على الفعالية الذاتية ويستند إلى طرح أسئلة مفتوحة والاستماع بعناية و ايجابية إلى إجابات المرضى والتحدث معهم حول إيجابيات وسلبيات التغيير.